قسنطينة 9/12/1999

حول تصريحات لجنة الأهلة

 

تتأسف جمعية الشعرى لعلم الفلك عن التصريحات التلفزية يوم 8 ديسمبر99 للجنة الأهلة التابعة لوزارة الشؤون الدينية على لسان رئيسها والتي تتمثل في اعتبار "العلم محدود" في مسألة رؤية الهلال في حين أضفي طابع الإطلاق للرؤية العينية.

هذا الموقف يتعارض مع المواقف السابقة لوزارة الشؤون الدينية المدونة على مر السنين في مجلتها "الأصالة" على وجه الخصوص، كما يتعارض مع توصيات كل المؤتمرات الإسلامية المعتقدة حول هذه القضية، وعلى وجه الخصوص في الملتقى السادس لتطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية الذي تم انعقاده في عمان، أردن يومي 2-3 ديسمبر99 شاركت فيه السلطات الدينية للعديد من البلدان الإسلامية كما شاركت فيه جمعية الشعرى. وكان من التوصيات الختامية للملتقى اعتبار أن العلم يفيد القطع بشأن إمكانية الرؤية، في حين أن الرؤية العينية لا تتمتع بهذه الصفة.

للتذكير، وكما سبق أن أعلنت جمعيتنا في بلاغ صحفي سابق، فغن إمكانية رؤية الهلال يوم الثلاثاء 8 ديسمبر كانت منعدمة كون أن القمر غرب قبل غروب الشمس !

كما نذكر دراسة قام بإنجازها كل من د.نضال قسوم ود. كريم مزيان تم نشرها في عدد من مجلات عربية وجدت أن على امتداد 32 سنة نسبة الخطأ من الناحية العلمية في تحديد بداية ونهاية رمضان كانت %75. بعبارة أخرى ، فقد صام أو أفطر الشعب الجزائري في %75 من الحالات بين عام 1963 وعام 1994 على أساس رؤية مستحيلة للهلال. وتؤكد دراسة مماثلة قدمت إلى ملتقى عمان سالف ذكره أن نسبة الخطأ بالنسبة للأردن على امتداد 43 سنة تصل إلى %97 . أليس في هذه الأرقام المذهلة عبر بشأن صلاحية منهجية تعتمد بصفة مطلقة على الرؤية بالعين دون مراعاة المعلومات الفلكية؟

كما تؤكد جمعية الشعرى لعلم الفلك ضرورة إلحاق فلكيين للجنة الأهلة كما كانت تجري العادة في السابق، لرفع شأن تلك اللجنة وتزويدها بمعلومات فلكية تساعدها على أخذ القرارات الصحيحة.

وفي الأخير، نلتمس من المجلس الإسلامي الأعلى أن يكون فريق بحث في قضية إثبات رؤية الهلال بتنسيق مع الجهات المختصة حتى نصل إلى موقف جدير بالجزائر ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين.

 

د.جمال ميموني
رئيس اللجنة العلمية لجمعية الشعرى
أستاذ بمعهد الفيزياء جامعة منتوري - قسنطينة